عرف الناس منذ قديم الزمان، كيف أنّ الآداب والفنون قد مثلت ضربا من الصمود في وجوه العواصف، لتمنح الحياة رونقها،ومعناها الوجودي، رغم أن هذه المسيرة أصبحت في السنوات الأخيرة، تسير في طريق أفضل أنحائه شوك، لكن قدرة الفنونوالآداب على الإشراق في زمن العتمة، هو ما يرسم للحياة نوعا من الأمل.
وامتدادا لهذا الإشراق خرجت مجلة (سيقلس بوست) في كندا، لتؤكد أن الفنون ضرب من الصمود، فجمعت بين مبدعين من شتىبقاع الأرض، من السودان والعراق ومصر وتونس ولبنان والجزائر ومصر وتونس وموريتانيا، وكندا وأمريكيا وبريطانيا،والصين، فليس ثمة حدود للجمال، فحيثما وجد يكون هو هو.
وتتشكل ملامح سياسة المجلة من خلال كونها منبر ثقافي حر يحترم جميع المعتقدات، دون تبني أي موقف سياسي أو حزبي، أوأية إثارة للنعرات العرقية والعنصرية، كما جاء في افتتاحية العدد الأول والذي أصدر في ٢٨/سبتمبر/٢٠٢٢، الموافق ٢/ ربيع الأول/١٤٤٤هج. تهدف المجلة لأن تكون منصة حرة للأدباء والمبدعين، احتفاءً بمنجزهم الأدبي والثقافي، وأن تكون فضاءً للتلاقحالفكري والمعرفي، ومنحازة للتواصل بين الثقافات المختلفة.
تتمثل رؤيتها في الاهتمام بالأدب والتاريخ والحضارة والفنون بمختلف اتجاهاتها في التشكيل والمسرح والفلكلور وغيرها، ارتقاءًبالذوق، ومساهمة في نشر الخير والمحبة والجمال، ودعما لمسيرة التجديد الثقافي.
ملامح من محتويات العدد الأول:
تشكلت ملامح العدد من الشعر، القصة القصيرة، النقد، الفن التشكيلي، الأدب الإنجليزي، والأدب الصيني، وتنوع بين النصوصوالمقالة والحوار والتقرير، والنقد والدراسات والبحوث.
التجاني يوسف بشير
اختارت المجلة أن يكون الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير (1912- 1937)، والذي يمثل صورة من أهم ملامح الشعرالسوداني، رغم أنه مات دون الثلاثين بحسرة العبقرية، شأنه شأن طرفة بن العبد البكري، أن تكون قصيدته (قطرات) في مقدمةالأعمال التي احتوت عليها في عددها الأول ص (٦-٧).
مقالات
قدم الشاعر والناقد د. أسامة تاج السر (نائب رئيس تحرير المجلة)، دراسة بعنوان (مباني الشعر بين الوزن والإيقاع الداخلي) وهي عبارة عن رسائل مهمة في بريد الشعراء ص: ٨-٩.
كتب الشاعر والناقد المصري أ. د. محروس بريّك، من العاصمة القطرية الدوحة مقالة حملت في طياتها معان قيمة وكبيرة، جاءتتحت عنوان (الشعر والنقد)، ذكر فيها أن الشعر فن نخبوي بلا شك، مشيرا إلى أن القضية ليست قضية الشعر في المقام الأول، بلهي قضية النقد، محتجا على انشغال النقاد، بنقد الرواية عن الشعر. ص ١٠-١١.
يسوقنا الدكتور محمد آيت ميهوب من تونس إلى عوالم مدهشة من خلال مقالته (شعر ورواية ونورس أعزل)، وهو يبحث في سماء المعنى، عن الكتابة المطلقة، من غير حدود أو تقسيمات أدبية، فالرواية والقصة والشعر عنده، إنما تخرج من ناموس واحد، كما كان يحلم فلوبير بذلك. ص ١٢-١٣.
ومن مصر تناول الدكتور منتصر نبيه، تحت زاوية "في معية الفكر" قضية مهمة تتعلق بمستقبل الإبداع في ظل التحولات الرقمية التي غزت عالم اليوم، مما نتج عنه نشوء نوع جديد من النقد، وهو النقد الثقافي الذي يتناول قضية النسقية المضمرة، مما خلق حالة من الآجروفوبيا لدى المبدع العربي المتخوف من كل ما هو جديد، وقد أشار بلمحة مهمة إلى مقولة الناقد الكبير أحمد فضل شبلول: "أدباء التكنولوجيا.. أدباء المستقبل". ص ٢٢-٢٣.
في زاوية مع اللغة، تناول الكاتب المصري محمود حسن، تحت عنوان "اللغة العربية إبداعا وهوية"، قضية تتعلق بمستقبل اللغة العربية، وتطورها، مشيرا إلى أنها تطور نفسها باستمرار، بقوله: "إن العربية لم تتوقف يوما عن تطوير نفسها، وكذلك الشعر، فهو متجدد باستمرار". ص ٢٤-٢٥.
أما الدكتور عبد القادر فارس، شاعر وناقد فلسطيني مقيم بكندا، فقد كتب عن الشاعر محمود درويش في جوانب مختلفة من حياته،بين الشاعر والإنسان والسياسي، وهي عبارة عن مقالة نقدية شيقة عن حياة الشاعر العربي الكبير محمود درويش. ص ٣٠-٣١.
جاء مقال الشاعر والناقد اليمني د. إبراهيم طلحة (مدير تحرير المجلة) عن النسق التراتبي في القصيدة البردونية، وهي قراءة ممتعة وعميقة في نسيج التضام الدلالي في شعر الشاعر اليمني الكبير؛ عبد الله البردوني، ص ٤٢-٤٥.
في دراسة تمثل نموذج للانفتاح الثقافي، عاد بنا الشاعر والباحث السوداني المقيم بجمهورية الصين، عمر محمد النور، إلى الشعرالصيني القديم، لنتعرف على عظمة الحضارة الصينية وآدابها من لدن أسرتي: تانغ (٦١٨- ٩٠٧) وسونغ (٩٦٠- ١٢٧٩م). ص٤٦- ٤٧.
أما الباحث والشاعر العراقي، شاكر الغزي، فقد ركز في بحثه على بحر الخفيف، وهو البحر الذي يشكل وحده ما يقرب من عشرالشعر العربي، ويعد من البحوث التي سيجد فيها الشعراء إضاءات مهمة تساهم في تثبيت أركان القصيدة العربية وسط الهجماتالتي ظلت تتعرض لها. ص: ٤٨ -٥١.
من لبنان، كتبت الشاعرة والكاتبة حنان فرفور، تحت زاوية حديث الأمكنة، مقالا حمل عنوانا استفهاميا: من أطلق النار على رأسحاوي؟ وهي تذكرنا بصورة جميلة لمريد البرغوثي في قصيدته الشهوات (من أطلق النار في رأس ناجي العلي). ص٦٠-٦١.
بينما أبحر الكاتب السوداني الشاب المقيم بالمملكة العربية السعودية، بشير أبو سن في عوالم صلاح أحمد إبراهيم، وجمال محمدأحمد، في زاوية أرصفة التأويل. ص ٦٢-٦٣.
حوارات
احتوى العدد الأول على حوارات مع شعراء مهمين في الساحة الأدبية:
الأول أعدته الشاعرة والكاتبة التونسية هندة محمد مع الشاعرة الكبيرة جميلة الماجري، وهي من الأصوات الشعرية المهمة فيتونس والوطن العربي، حيث قالت إن مفهوم الحداثة ما زال ملتبسا. ص ١٤-١٥.
أما الحوار الثاني فكان مع الشاعر المصري الكبير، الفائز بجائزة أمير الشعراء والعديد من الجوائز الشعرية الكبرى في المشهد الشعري والأدبي، الأستاذ بجامعة الأزهر، البروفيسورعلاء جانب، أعدت الحوار رئيسة التحرير دينا الشيخ. ص ٣٢-٣٥.
ويأتي الحوار الثالث مع الروائية السودانية المقيمة بفرنسا تسنيم طه، من إعداد الروائية والكاتبة السودانية المقيمة بأبو ظبي آنالصافي. ص ٧٠-٧١.
نصوص شعرية
اشتمل هذا العدد على ثمانية عشر نصا شعريا توزعت بين عدد من الأقطار العربية، إضافة إلى النصوص الإنجليزية. سيجدالقارئ نصا بعنوان (سيرة ذاتية) للشاعر الأردني محمد العزام، و(على الأعراف) للشاعرة المصرية جيهان بركات، ونص (حواء) لأحمد غراب من مصر، و(هو والبنفسجي) للعماني سعيد الكلباني، ونص (دهشة التجاعيد) للعراقي إسماعيل الصياح.
أما الشاعر السوري أحمد الصويري فحمل نصه عنوان (شيء من سمرة المعنى)، بينما جاء نص الشاعر المصري محمد عربصالح حاملا عنوان (كأني..)، ومن لبنان جاءت سارة الزين بنص (فوضى المجاز)، أما الشاعر السوداني بحر الدين عبد الله فكاننصه تحت عنوان (هشٌّ كقلب مئزنة)، بينما كانت الجزائر حاضرة عبر نص الشاعرة غنية سيليني (طفلة يربيها القمر)، ثم نعودإلى سوريا ونص (في الطريق إلينا) للشاعر عبد السلام حاج نجيب، ثم العراق مرة أخرى تعود بنص (من تعاليم الطيور) للشاعرزين العابدين المرشدي، أما الشاعر المصري أشرف قاسم فقد تزينت المجلة بنصه (دعوة بيضاء)، وجاءت الشاعرة الأردنية إيمانعبد الهادي بنص (ميانمار بلدي)، وجاء اليمن السعيد بنص (بين صورتين وتصورين) للشاعر إبراهيم طلحة، ومن فلسطين تجملتالمجلة بنص (كشف الحب) للشاعرة آلاء القطراوي، ونص (عشق يحل بمرتحل) للشاعر المقيم بكندا محيي الدين معاذ أحمد، ومنالسودان مرة أخرى نص (اختيارات) للشاعر منير جمال.
نصوص إنجليزية
تنوعت النصوص الإنجليزية بين أمريكا وكندا وبريطانيا:
الأمريكية أماندا جورمان، والبريطاني ويليام شكسبير، والكندي ويليام كامبل، والكندية لوسي مونتجمري، والكندي الآخر ميلتونأكورن.
نصوص قصصية
حضرت القصة القصيرة عبر ثلاثة نصوص، أحدها جاء من القاصة التونسية هدى الهرمي، تحت عنوان (أبناء الماء) ص: ٥٢ - ٥٣، ونص (شظايا من مملكة الزجاج) القاص لقاسم الساحلي من لبنان ص ٢٩، ونص (شارع ضيق لعابرين كثر) للقاصة لامعةالمغربي من تونس، ص ٢٨.
فن تشكيلي
في ما زين الفنان التشكيلي طارق نصر عثمان فضل من السودان، المجلة بعشر لوحات، تمثل صورة حية للجمال اللامتناهيللفنون التشكيلية.
Comentários